شطحات سلايمية
ومكبوتاته النفسية!!
في بداية الأمر،
ينبغي أن تعلم يا سلايمية، أنني لست إخوانيا، ولا رجعيا ممن تعودتم على تسميتهم
بهذه الأسماء التي لا تنسجم مع طروحاتكم الفكرية والأيديولوجية.. ولست مجبرا على
القسم بالله العظيم على ذلك، ولست مهيكلا في أي حزب من الأحزاب السياسية. ولا في
جمعية من جمعيات المجتمع المدني. وأنا لست متشددا ولا متعصبا ولا متهتكا، وفي
الوقت عينه، لست منحلا ولا مائعا ولا ماجنا، ولا من الذين لا خلاق لهم، ممن لا هوية ولا لون لهم ..ممن أنت أدرى بهم لصلتك بهم.
وإنما أنا رجل أجعل حريتي في عقلي وعقيدتي، وأحملها في نفسي وذاتيتي، وأملأ
بها عقلي الباطني، لتكون وردا في شخصيتي. لذلك أخذت العهد على نفسي، لنصرة الحق
وبني عترتي، من المضنون عليهم في مثل عقلتي، المضطهدين ممن استكبر واستعلى في
الأرض ممن هم في مرمى نقمتي.
فهؤلاء الأشياع ممن جردت قلمك
لتزين لهم سوء أعمالهم ، وقبيح أفعالهم، وجرائمهم التي ستجعلهم وأشياعم، لعنة على
التاريخ يطاردهم في كل مكان وزمان، من أمثال السفاح مدمر البلدان، ومخرب العمران،
وناسف الأوطان، ومتلف الآثار، وقاتل الأطفال، ومغتصب النساء... بشار النكد الذي
أصبح مثلك الأعلى في ضرب الأمثال بما تسميه بطولات ومؤامرات!!!
لقد تشربت قيم الحرية في طفولتي و صبايا، في عترتي ومحرابي المقدس، في قريتي الثائرة على الظلم والاستعباد، والاستعمار الفرنسي، حبيب
الطابور الخامس من العلمانيين واللبراليين والشيوعيين ومن لا خلاق لهم، من
المعربزين الذين تربوا -كدهاقنة- للاستعمار في أوكار الدروشة والدراويش، والمريدين
البهاتين المترفلين في أسمال الذل والعبودية..!! (لا أقصد المعربين الأحرار الذين بقوا على العهد وحاربوا الفكر
المرتجس ممن يدعو إليه سلايمية وأشياعه).
وغايتي من هذا التوصيف العامي الذي خالفت به القياس اللغوي على غير عادتي،
هو أن هذا الجنس النابي الذي تحول إلى دهاقنة للمعبد المقدس.. من الذين اتبعوا سبل
المفرنزين المارقين، من أمثال بوعلام صنصال (لا أقصد المتفرنسين الوطنيين). وإنما
اٌقصد المفرنزين (على غير قياس) الذين باعوا ضمائرهم، لمن أنت أعلم بهم من
الوثنيين الجدد، من أشباه" وَدٍّ وسواعٍ، ويغوثَ ويعوقَ ونسرٍ" من أجل
أن ينالوا الحظوة والمكانة، ويملؤن البطون والجيوب عند من يعرفهم سلايمية. كالذي
فعله ما يسمونه بوعلام صنصال، الذي أصبح
يتطاول على ثورة التحرير المقدسة..وعلى الشهداء والمجاهدين، وقيم الثورة!!
لقد دفعت هذه القرية المجاهدة عشرين شهيدا من عائلتي. والبقية مجاهدون من
نحلتي....ودفعت المال والشرف على نحو الكثير من قرى وأرياف الجزائر العميقة من
ملتي، من أجل التخلص من العبودية للغير، ونيل الحرية والتمتع بالكرامة والرفعة
والسؤدد...من غير انحناء ولا ركوع ولا خنوع للظالمين المستبدين الخارجين عن فطرتي..ممن
صرت محاميا لهم بدافع الحمية.
وبفضل هذا التشرب للقيم النبيلة
التي استقيناها من روح الثورة المجيدة -والحمد لله- نحن اليوم نعيش أحرار النفوس
والعقول والجيوب ... ونرفض أن نكون أصوات عبيد لغيرنا من المترفين الظالمين من
البيروقراطيين الذين استعلوا في الأرض وعاثوا فيها فسادا، بالانقلابات والسرقات
والرشاوى والاختلاسات، وتولية شرار الناس على خيارهم.. فقتلوا ونكلوا وعذبوا
وجرفوا!! من أمثال النكد بشارك
وسيسيك المتفرعن على المستضعفين في الأرض..
ولكي يضفوا الشرعية على جرائمهم الشنيعة، استأجروا أقلاما، مائلة مائعة،
خاضعة خانعة، لا لون لها ولا هوية، ولا فضيلة ولا رشد، ولا انتماء، لتزين لهم سوء
أعمالهم وقبيح أفعالهم..لتغليط السذج من الناس ممن لا نصيب لهم في العلم والوعي،
ولا يحسنون إلا المكاء والتصدية في الكرنفالات الدعائية التي يعرفها سلايمية..
ولهذا أعود فأقول لسلامية ومن على رأيه: أربع على نفسك واعرف قدر نفسك،
ومواهبك المحدودة، كفاك من الوقوف مع الظالمين المستبدين الذين أذلوا الناس
وقهروهم، ودمروا منجزاتهم وخربوا أوطانهم..لكي لا يكتبك الله مع من طغى وتجبر وظلم
واستكبر، لأن الحق سبحانه حين توعد المترفين المستكبرين إنما جمعهم مع أشياعهم
وأتباعهم في حزمة واحدة، " إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين".
وقول النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء في
الحديث المتواتر المروي في الصحيحين: " المرء مع من أحب" وفي
رواية، " أنت مع من أحببت"، هو أشهر من أن يستشهد به.
والمفسرون كلهم متفقون على أن من ناصر ظالما أو ظاهره قُرن بينهما يوم
القيامة في حساب عسير، وقصة خروج الحسين وعبد الله بن الزبيرعلى يزيد، إنما كان
بسبب مظالمه ومناكره وتجاوزه حدود الشرع، ولم يوجد يومئذ أحد هو أتقى وأعلم بحدود
الشرع من هذين الصحابيين، فأولهما تربى في بيت النبوة والعلم والورع، وثانيهما من حواشي بيت النبوة في النسب من جهة
الأم.
واسلايمية تجاوز حدود الفطرة والمعقول، حين نصب نفسه أو نصبوه، للدفاع عن
الانقلابين في تركيا ومصر، و محاربة
المستضعفين الغلبة الذين تسلط عليهم البيروقراطيون العسكريون والمدنيون، ليحجروا
عليهم حريتهم في ممارسة السياسة و الحكم الراشد الذي تحمله قيم مشاريعهم الوسطية
التي لا ضرر فيها ولا ضرار...
لأن البيروقراطيين من الطابوريين في كل زمان ومكان، ممن يدافع عنهم
سلايمية، لا يهمهم من قيم الدولة إلا
مصالحهم الخاصة...ولذلك فشلوا في كل شيء، فأتوا على الأخضر واليابس، وأهلكوا الحرث
والنسل، وخربوا الأوطان وأوصلوها إلى الدمار والخراب والإفلاس..لأنهم لا خلاق
لهم،ولا يهمهم ازدهار أوطانهم ولا سعادة شعوبهم ورفاهيتهم!!!
وما تعود عليه سلايمية في خربشاته من ترويج للأكاذيب، والتحاليل الضالة
المضلة في مقالات ضحلة، لا ترقى إلى مستوى الكتابة الصحفية النزيهة التي تفكك
العلاقات السياسية بمناظير شفافة وغير انحيازية، ويكون فيها شيء من التوازن
والتناسق والموضوعية في الطرح والتحليل وإصدار الأحكام من غير تحيز ولا مواربة.
وترك الآراء الانطباعية التي تصدر عن الذات اللاواعية، فيما يسمى بالذاتية، والتي
تتكدس في وعيها الباطن المكبوتات النفسية والأيديولوجية والثقافية والرغبات
والميول والتوجهات، والتي تجعل الحاكم أو الكاتب أو الروائي أو الأديب أو الصحفي،
يخرج عن قواعد الانضباط في الكتابة والتحليل والتعليل وإصدار الأحكام، فيلحق من
جراء ذلك النَبو عن القواعد الضرر الجسيم بمصالح الأمة..
والكتابة الصحفية الراقية مهنيا،
أو الأدبية الواعية بفنها وأغراضها، والحوكمة السياسية الراشدة – وهي معايير قليلة
جدا- هي التي تبصر عقول الناس وتنور لهم
دروب السير على خطى ثابتة، لا تنزلق فيها أقدامهم ولا تضل فيها أهواؤهم. وقد تسْلس
الاستقامة في سلوكيات الناس من خلال ما يرونه من قدوة في أخلاق نخبهم وعُلية القوم
فيهم، وحينما تنعدم القوة الأخلاقية عندهم، فإنهم يَضلون ويُضلون غيرهم من التُبع
العاديين، ولاسيما من لا خلاق لهم.
إن الكتابة، أيُّ كتابة، حينما تعرض بأساليب سمجة ممجوجة، لا يمكن إلا أن
تترك أثرا سيئا في نفوس الناس، ولاسيما حين يدبجها صاحبها بصيغ منفرة من قيم ما
أصبح عرفا متبعا في أخلاق المجتمع، وليس هناك كتابة منفرة أكثر من أن يهاجم صاحبها
المضطهدين المقهورين من المستضعفين المشردين في أطراف الأرض، المزجوج بهم في غياهب
السجون، المضنون عليهم في حرياتهم وظائفهم وأرزاقهم، والذين لم يفعلوا شيئا سوى
التمسك بموروثاتهم الثقافية والأخلاقية التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.
وسلايمية في كتاباته التي يظهر مزهوا بها، إنما كان من هذا الصنف الذي
اختار الانحياز لأعداء شعبه من الظالمين المترفين، ممن على شاكلة صنصال الذي باع
بلده وشعبه إلى عدوه اللدود، مقابل أن يحظى بالرضا والقبول ممن قتلوا وعذبوا أبناء
أمته، فيمنحوه الجوائز والقرابين و النياشين، ويترفوه بحياة النعيم في أندية اللهو
والخلاعة والمجون... ولكنه سيبقى لعنة على التاريخ يطارده في كل زمان ومكان.
وما يظهر لسلامية أنها تحاليل صحفية،
ليست إلا شطحات لمكبوتات نفسية، فاضت على صفحة شعوره قهرا، فلم يقدر على
مقاومتها فبرزت في شكل خواطر إنشائية، وقد ترسبت أكداسها في وعيه الباطن، فلما
ضاقت بها دواخله، ولم يقدر على حملها، دفعه القهر النفسي ليبدي بها إلى الناس فيما
يسميه مقالات، ليضلهم بها سبل الهدى الرشاد. وكأنه تشبه بفرعون حين خاطب قومه،
" ما أريكم إلا ما أرى وما أهديم إلا سبيل الرشا".
إن مقالات سلايمية التي تناولت ما يبدو له أنها تحاليل للمشكلات المطروحة
على الساحة العربية والإسلامية، والتي أوقد نارها وأيقظ فتنتها البيروقراطيون ومن
لا خلاق لهم، من عصبة العسكريين والمدنيين من العلمانيين واللبراليين، ومن لا دين
لهم، فقد فاحت من هذه المقالات رائحة الحقد والكراهية، لكل من ليس له انتماء لحضارة البحر المتوسط.
إن عصبة البيروقراطيين وشيوخ الافتاء المطررين المترفين في نعم البلاط،
والصحافيين المرتزقة في تركيا ومصر وسوريا، ممن جردوا أقلامهم للدفاع عنهم
باستماتة منقطعة النظير، وهم وأشياعهم لم يتعاملوا بحميمية مع إسرائل فحسب، بل هم
على استعداد كامل للتخابر مع إسرائل وبيع فلسطين، وأوطانهم ومستقبل شعوبهم بثمن
بخس، مقابل أن يرضوا عنهم، ويظاهروهم في المحافل الدولية ويبقوهم في الحكم بأي
ثمن. ولا إخال أن سلايمية يجهل هذا..فهو يعرفه خير من غيره، ولكنها الضلالة حين
ترين على القلوب.
ومقالات سلايمية، لا تخضع لمبادئ منهج التحليل العلمي الذي يطرح المشكلات
على مناهج البحث الدقيق، والذي يقوم على تفكيك العلاقات وربط بعضها ببعض، وفق
معطيات البحث المنظم في سلسلة من التركيبات المنطقية .
فدراسة الظواهر الطبيعية و الثقافية و الاجتماعية و السياسية، تستدعي من
صاحبها أن يعتمد على خطوات المنهج العلمي، لأن المنهج العلمي هو الذي يمتلك
الأساليب الموضوعية في تحليل الظواهر، واكتشاف النتائج والتأكد منها، وخطوات
المنهج العلمي تقوم على سلسلة من العمليات المنظمة في البحث عن أسباب المشكلة أو
الظاهرة وربطها بنتائجها.
ولكل مشكلة أو ظاهرة ما يوافقها من المناهج المعروفة، كالمنهج الوصفي، أو
المنهج التحليلي، أو المنهج التاريخي، أو المنهج التجربي...ولكل منهج خطواته
وعيناته وفرضياته، وبذلك تكون حيثيات الدراسة ونتائجها قريبة إلى الواقع بنسبة
كبيرة.
والأرقام الدقيقة، والإحصاءات المعيارية... والشواهد التاريخية للانقلابات الظالمة التي كانت ويلا وحسرة للأوطان والشعوب هي معطيات موضوع الدراسة,
والأرقام الدقيقة، والإحصاءات المعيارية... والشواهد التاريخية للانقلابات الظالمة التي كانت ويلا وحسرة للأوطان والشعوب هي معطيات موضوع الدراسة,
ليست هناك تعليقات: